الإسماعيلية بين “الواقع والمأمول” في مشروع تنمية محور إقليم القناة

23

 

 

 

 

 

 

بقلم خالد لطفى ونهال برى

الإسماعيلية عروس القناة التي ينتظرها مستقبل زراعي وصناعي واستثماري واعد. قريبا ستحصل علي نصيب الأسد من تنمية محور إقليم قناة السويس بنصيب ثلاثة مشروعات تتمثل في وادي التكنولوجيا والمنطقة الصناعية بالقنطرة شرق وضاحية الأمل وهذه تقع علي مساحة حوالي 29 ألف فدان ويمكن الاستثمار داخلهم في المجال الصناعي والتجاري والزراعي والسكني والسياحي والتعليمي ومنذ الإعلان الحقيقي للدولة مؤخرا عن الاهتمام الاقتصادي بالموارد الطبيعية لـ”عروس القناة” بدأت الاجتماعات والمؤتمرات تنعقد في كل مكان وأصبح الحديث لا ينقطع عن هذه المنطقة للتخطيط المستقبلي الجيد لها حتى تكون ملاذاً آمناً للمستثمرين المصريين والأجانب علي حد سواء تتوافر بها فرص عمل للشباب من الجنسين وتقضي علي البطالة التي تفشت في عهد النظام السابق بينهم وما صاحبها من مشاكل اجتماعية لا حصر لها لكن هناك بعض الخبراء الاقتصاديين والمواطنين نادوا بضرورة التروي عند تنفيذ المشروعات التنموية حتى تنتهي الحكومة من البنية التحتية وذلك بترفيق الأراضي ومد شبكات المواصلات وجميع المستلزمات التي يحتاجها أصحاب المشروعات ولكي نقف علي الحقيقة من جميع جوانبها التقينا شرائح مختلفة من المهتمين بهذا العمل الاقتصادي الكبير لنقف علي الواقع والمأمول في شتي الاتجاهات.

يقول الدكتور مصطفي الباز – عميد كلية تجارة الأسبق بجامعة القناة – إنه تم عقد ندوة للتنمية والاستثمار في محور قناة السويس الذي يضم أيضاً محافظات الإسماعيلية وبورسعيد والسويس ودارت المناقشات في كيفية مساهمة منشآتنا العلمية الكبري في التخطيط الجيد للمشروعات المزمع تطبيقها داخل هذه المنطقة الحيوية وتحدثنا عن القانون 65 لسنة 1971 الذي يدعو لحرية التجارة العالمية في بلادنا بالمناطق الحرة واتفقنا علي كسر القيود التي تعيق عملية الاستثمار وطرحنا رؤيتنا المستقبلية في التنمية داخل “عروس القناة” الإسماعيلية وتشجيع الاستثمار المحلي والأجنبي وتحديد المهارات الإيجابية والمالية التي يجب توافرها لدي أصحاب المشروعات الاقتصادية واطلعنا علي وادي التكنولوجيا الذي تم تخصيصه للصناعات ذات التقنية العالية والطاقة المتجددة والإلكترونيات والبايتكنولوجي ولو ظهر إنتاج هذه المنطقة دون معوقات في الخمس سنوات المقبلة هناك خير سيعم علي البلاد.
ويضيف الخبير الاقتصادي سمير السمان أنه لابد من التنظيم والترتيب الجيد لمشروعات تنمية محور قناة السويس ويجب الاستفادة من أخطاء الماضي وتداركها جيداً عن طريق الاستعانة بالكوادر من أعضاء هيئة التدريس في جامعة القناة لاستلهام أفكارهم التنويرية التي نسترشد بها في منطقة وادي التكنولوجيا الذي يقع علي مساحة 16 ألفا وخمسمائة فدان حيث ظهر للنور في التسعينات شرق القناة في زمام محافظة الإسماعيلية وكان المستهدف منه توفير حوالي سبعة آلاف فرصة عمل للشباب في المصانع ذات الطابع الخاص التي تحتاج للأيدي العاملة المدربة ولا أنسي عندما تم فتح الباب لاستقبال استمارات للراغبين في التوظيف في وادي التكنولوجيا عام 2000 إلا أن هذا الأمل تحول لسراب بعدما وجدوا أن الحكومة في ذلك الوقت قامت بتجميد المشروع لأسباب لا يعلمها أحد حتى الآن رغم إنفاقها ما يزيد علي 100 مليون جنيه في إقامة مبني إداري علي أحدث طراز معماري وسنترال وفرع للبنك الأهلي وشبكة كهرباء وغير ذلك من خدمات.
ويشير علاء الحجاوي – خبير زراعي – إلي أن التحديات التي تواجهها الدولة في الجزء الشرقي من قناة السويس كثيرة ومتعددة من الناحية الأمنية والاقتصادية علي حد سواء وعندما عرفنا اهتمام حكومة الدكتور هشام قنديل في تنمية محور إقليم القناة فرحنا من قلوبنا لاسيما وأنه توجه من الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية الذي تحدث عنه في برنامجه الانتخابي قبل أن يتولي مقاليد شئون البلاد وما يهمنا هو القضاء علي البيروقراطية وأن يتخلي المسئولون الذين عاشوا في عهد النظام البائد عن الروتين الذي يسيطر علي فكرهم ويكفي ما حدث الشهر الماضي عندما نظمت مؤتمراً تحت اسم “سلة غذاء مصر” ودعوت إليه محافظي القناة الثلاثة وسيناء والقيادات التنفيذية والشعبية من أجل طرح مشروع زراعة نبات الجوجوبا “الذهب الأخضر” وللأسف لم يحضر سوي رئيس جهاز تعمير سيناء وغاب الجميع عن تجمع من المفترض أن يوجدوا فيه حتى يستمعوا للبرنامج الذي طرحته نظرا لأهميته في تعمير سيناء بأكملها وليس شرق القناة فقط وعموماً نحن لن يصيبنا الإحباط وعازمون علي المضي قدماً لتنفيذ مشروعنا الزراعي وهو لا يقل عن وادي التكنولوجيا بل عائده المادي يصل لمليارات الجنيهات تضخ في خزينة الدولة وتفتح أفاقا واسعة للاستفادة من ثمار الجوجوبا التي تدخل في مشتقات كثيرة من بينها توليد الطاقة.
ويوضح بكر الجبلاوي تاجر – أن ضاحية الأمل بأبوخليفة وهي علي مساحة ألفين و744 فدانا تقع علي الطريق الدولي القاهرة بورسعيد أمام جزيرة البلاح وتبعد عن كوبري السلام 10 كيلو مترات وتم اختيارها ضمن محور تنمية إقليم قناة السويس ونحن عرفنا من المسئولين بمحافظة الإسماعيلية أنها مقسمة لمناطق متعددة منها ألف و838.6 فدانا للمشروعات الصناعية و283.5 فدان للسياحة و499.3 فدان للخدمات و331 فدانا للإسكان وتم الموافقة علي 106 مشروعات صناعية وللعلم هذه المنطقة تعد الأفضل لاستقبال الاستثمارات المحلية والأجنبية علي حد سواء لكن المشكلة أن الدولة تقف عاجزة عن إقامة البنية التحتية بسبب انعدام السيولة المالية لذلك نطالب بسرعة حل هذه الأزمة دون اللجوء للتقارير الورقية التي لن تفيد بشيء سوي مزيد من التعطيل وأن يبقي الوضع كما هو عليه الآن أرض فضاء تنتشر داخلها المياه الجوفية والأعشاب البرية واقترح أن تتبني شركة استثمارية كبري أو مجموعة من رجال الأعمال تنفيذ شبكات الرصف ومياه الشرب والصرف الصحي والكهرباء علي أن تستقطع ثمنها من أصحاب المشروعات عند تسلم المساحات التي قاموا بحجزها لتشييد مصانعهم عليها.
ويؤكد حسن عواد رئيس الجمعية الخيرية الإسلامية أن المنطقة الصناعية بالقنطرة شرق تقع في نطاق محور تنمية إقليم قناة السويس وهي تطل علي طريق الشط نويبع ومساحتها 910 فدادين مقسمة علي 6 مراحل الأولي 132 فدان وتم الانتهاء من مرافقها بتكلفة 20 مليون جنيه والثانية 231 فدانا أيضا ولم يبق من استكمال مرافقها سوي محطة الصرف الصحي التي وصلت تكلفتها الي 23 مليون جنيه ويوجد 32 مشروعا صناعيا يعمل بكامل طاقته و56 مشروعا تحت الإنشاء وفي حالة التنفيذ الكامل لها سوف توفر 9 آلاف و386 فرصة عمل وأما المتاح حاليا هو 292 فرصة عمل والمشاكل التي تعترضها صعوبة التنقل والوصول إليها من الضفة الغربية للقناة رغم وجود كوبري السلام الذي يمر أعلي المجري الملاحي للقناة لكن الرسوم التي تستقطع من أصحاب السيارات العابرة وبطء الحركة وتكدسها علي هذا المعبر الحيوي للإجراءات الأمنية تؤثر سلبياً علي الاستثمار وبالتالي ينخفض هامش الربح للمصانع العاملة بالمقارنة مع زيادة تكاليف الإنتاج لها الأمر الذي أدي لتوقف بعض الأنشطة في العامين الأخيرين والمطلوب تفعيل فكرة شق نفق أسفل القناة يسهل من حركة المرور والتنقل بين ضفتي القناة ويؤدي لإقامة مجتمع عمراني متكامل في سيناء وزرعها بـ”البشر” والقضاء علي الطامعين في أرضها والحد من التجاوزات التي تحدث في نطاقها من الخارجين علي القانون الذين يهددون الأمن والسلامة والاستقرار المنشود للبلاد.
وتستطرد عبير عبدالسلام – محامية – الكلام قائلة: أن البنية التحتية لم تستكمل في وادي التكنولوجيا شرق قناة السويس رغم اعتماد وزارة المالية 15 مليون جنيه لإقامة محطة للصرف الصحي لكن تظل المشكلة قائمة وتتمثل في عدم وجود مياه عذبة وهناك مقترح من شركة ألمانية لعمل محطة للتحلية علي القناة إلا أن نتائجها لن تظهر قبل 6 سنوات علي أقل تقدير وهذا يدفعنا لحل آخر دائم وأفضل أن يسرع وزير المرافق بإنشاء محطة لمياه الشرب في قرية الأبطال بطاقة 1200 لتر – ث تغذي وادي التكنولوجيا وقري السلام والتقدم مع مد خط حامل لمدن نخل والحسنة في القطاع الأوسط لسيناء وإذا وجدت الدولة صعوبة في تحقيق ذلك عليهم مد خط من محطة التوطين بالقنطرة شرق إلي وادي التكنولوجيا مباشرة ويجب ألا ننسي أن المياه العذبة هي شريان الحياة لأي نهضة اقتصادية نريد البحث عنها ويجب تفعيل المشروع السكني “الإسماعيلية الجديدة” الذي يقع علي مقربة من وادي التكنولوجيا حيث سبق تخصيص 129 ألف فدان له ولم ير النور بعد ولا أدري السبب وراء توقفه حيث قطع المسئولون في العهد السابق شوطاً كبيراً نحو تنفيذه ولابد من البحث في ملفات المحافظة عن أوراقه وتقديمها للجهات المعنية حتى تكون علي بينة من الأمر بدلاً من وضعها في الأدراج وإهمالها لأن هناك تصميمات من مكاتب هندسية وضعت تصورها نحو المشروع السكني الجديد من جميع الجوانب.
ويطالب الدكتور محمد محمدين رئيس جامعة القناة أن تتضافر جميع القوي من أجل العمل علي نجاح تنمية محور قناة السويس الذي يعد في حالة نجاحه بالإسماعيلية وبورسعيد والسويس دفعة كبري للاقتصاد القومي المصري نحو العالمية لاسيما وأن دول شرق أسيا والصين التي تنقل تجارتها عبر المجري الملاحي للقناة عازمة علي إقامة مصانع لها في بلادنا تكون علي مقربة من السوق الأوروبية لخفض تكلفة الشحن ولتحقيق عائد مادي أفضل بالنسبة لها وهذا في مصلحتنا وحقيقة سعدت لتبني المهندس محمود شحوتة نقيب المهندسين بالإسماعيلية تنظيم ندوة عن تنمية محور قناة السويس بمنشآتنا التعليمية مؤخراً في ظل تدشين المقر الدائم لها داخل نقابته والذي قدم لنا رؤية حقيقية عن سيناء أنها منجم ذهب تحتوي علي الخير وأن عمليات التطوير التي سوف تنتهجها الدولة تعتمد علي إنشاء شبكة طرق بين مدن القناة الثلاث لتقديم الخدمات التجارية والسياحية مع وجود بيت خبرة للجامعات يكون فكر القائمين عليه متجها نحو مشروع تنمية محور قناة السويس بالتعاون مع بيوت الخبرة العالمية لأننا نتمنى مشاهدة هذا الحلم علي أرض الواقع قريباً.
ومن جانبه أكد اللواء جمال إمبابي محافظ الإسماعيلية أن جامعة القناة هي بيت الخبرة الذي يساعد ويساهم في تنمية محور قناة السويس ويحتاج للدعم الشعبي في الوقت الراهن وشعرت بارتياح شديد للتعاون بين الجامعة ونقابة المهندسين ومحافظتنا علي حد سواء في الاهتمام بمشروع وادي التكنولوجيا العملاق الذي تم تخصيص 16 ألفا و500 فدان له.
وقال إن المرحلة الأولي منه ثلاثة آلاف و30 فدانا والعاجلة ألفان و15 واعتمدت هيئة التنمية الصناعية 12 مليون جنيه لاستكمال محطة الصرف الصحي داخله وتمت مخاطبة وزير الاتصالات لإحلال وتجديد السنترال المنشأ به ودعوة شركات المحمول لإقامة أبراج تقوية في محيطه والهدف منه إقامة مجتمع عمراني جديد في محيطه يعتمد علي الصناعات عالية التقنية.
وأضاف أن هذه المشروعات متخصصة في الطاقة المتجددة والبرمجيات والإلكترونيات وتكنولوجيا الفضاء والمواصلات ولدينا طلبات بعدد 14 مشروعا لإقامة مصانع ذات تقنية حديثة بوادي التكنولوجيا منها 4 بدأ تنفيذ البنية التحتية لها وهي في الصناعات الدوائية والتكنولوجية وسوف تري النور قريبا.
وأشار محافظ الإسماعيلية إلي أن هناك منحة بمبلغ 2 مليون دولار من الصين لإنشاء نفق أسفل المجري الملاحي للقناة يسهم في ربط الشرق بالغرب ومنحة أخري من ألمانيا لإقامة محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية وأخري لتنقية المياه وهذا في حد ذاته يدل علي تعظيم مشروع تنمية محور إقليم قناة السويس في محافظتنا.
وأوضح أنه تم طرح 69 قطعة أرض في القنطرة شرق لإقامة مشروعات صغيرة مساحة كل واحدة منها 400 متر وسوف تكون الأولوية لأبناء المدينة من شباب الخريجين وسيتم دعم مشروعاتهم عن طريق الصندوق الاجتماعي ومقابل الانتفاع الذي تحصل عليه المحافظة جنيهان ونصف الجنيه للمتر الواحد سنويا وذلك تيسراً علي المستفيدين لإدراكنا صعوبة ظروفهم المالية وحاجتهم للدعم الحكومي وحالياً نقوم بفرز أوراق الطلبات التي قدمت لنا.
وتابع اللواء جمال إمبابي محافظ الإسماعيلية أن ضاحية الأمل بأبوخليفة والمنطقة الصناعية بالقنطرة شرق من ضمن اهتمام الحكومة وهما ضمن مشروع تنمية محور إقليم قناة السويس وأتوقع لهما مستقبلا زاهرا في الاستثمار الناجح في مجال الصناعة والتجارة والسياحة والإسكان وأطمئن الجميع أن محافظتنا قادمة علي خير عظيم والمطلوب العمل والحفاظ علي استقرار جبهتنا الداخلية وبدون ذلك لن يكون هناك تنمية حقيقية في مصر.

المصدر الاهرام المسائى

 

 

التعليقات مغلقة.