بالصور..أسرة شهيد حرب أكتوبر تطالب بدفن رفاته بجوار زوجته تنفيذا لوصيتها

13

747

245228_0

 

عاشت أسرة شهيد القوات المسلحة محمد أحمد حسن من قرية العرين التابعة لمركز فاقوس بالشرقية والذي عثر على رفاته أثناء عملية حفر قناة السويس الجديدة حالة من الفرح المختلط بالحزن بعد أن تجددت أحزانهم وأجمعوا على تحقيق رغبتهم بدفن رفاته بمقبرته والتي أعدت له خصيصا منذ ذهابه إلى حرب اليمن واشتراكه في حرب 1973 وحتى يكون بجوار قبر زوجته التي كانت تتمني أن يدفن بجوارها. 
الأهالي تجمعوا في منزل أسرة الشهيد والذين عاشوا حالة فرح وقاموا بتوزيع المشروبات “الشربات والبيبسي “على المهنئين وقرأوا الفاتحة على روح الشهيد وباقي شهداء الوطن.
“البوابة نيوز” التقت أسرة الشهيد لمشاركتهم أفراحهم:
قال رضا محمد أحمد حسن مشرف نشاط -الابن الأكبر للشهيد- والدي توفي وعمري عام ونصف العام وطول عمري لم يغب عن عيني وكنت أتمني أن يكون موجودا بيننا، خاصة وأنني وشقيقي صلاح من ذوي الإعاقة، وبكيت في حفل زفافي عندما تمنيت أن يكون معي كما أنني أقوم بصفة مستمرة بالدعاء له ولوالدتي في كل جنازة تشيع في مقابر القرية، لافتا إلى أنه استقبل الخبر بالصدمة الممزوجة بالفرح بالعثور على رفات والدي بعد 41 عاما من العذاب، وأن دفن رفات والده بمقابر الأسرة بالقرية أهم مطالبنا ليوضع في مقبرته التي أعدت له منذ اشتراكه في الحرب وليكون بجوار قبر والدتي التي ماتت بالحسرة عليه بعدما أصابها المرض لمدة 15 عاما حيث أوصتني في حالة العثور على جثمان والدي بأن يدفن بجوارها.
وأضاف ابن الشهيد: صدقوني لقد كنت أشعر بأن الرفات التي عثر عليها لوالدي وليست لشهيد المنصورة وأسرعت بالصلاة ركعتين شكرا لله سبحانه وتعالي وبجد وش قناة السويس الجديدة علينا حلو، الآن ارتاحت قلوبنا، مشيرا إلى أنه يرغب في أداء فريضة الحج بالأراضي المقدسة على نفقة الدولة وأن يهبها لروح والده الذي كان يتمني ذلك. 
أما صلاح محمد أحمد حسن الابن الثاني للشهيد، فقال: والدي كان راجل وطني وبيحب البلد وأذكر أنه وهو مسافر للمشاركة في حرب 1973 قام بتقبيلنا جميعا وترك ساعته لي تذكارا، ومن يومها وانا أرتديها وكلما نظرت اليها تذكرته. 
لقد عشنا طيلة هذه السنين على أمل أن يكون أسيرا ويعود إلينا، ولكننا احتسبناه عند الله من الشهداء، خاصة بعد أن أكد لنا زملاؤه عدم العثور عليه، ونحن الآن في حالة فرح بعد العثور على رفات والدي أثناء عمليات حفر القناة يؤكد أن الشهداء مخلدون عند الله، ويكفي أن التاريخ سيذكر والدي البطل الذي ضحي بحياته فداء للوطن.
ويوضح حسين أحمد حسين شقيق زوجة الشهيد أن العثور على رفات الشهيد جددت ذكرياته الطيبة، فقد كنا نعتبره أخا لنا، وليس زوج أخت، وكان محبا للخير ويحرص على الالتقاء بالشباب ودعوتهم إلى طلب العلم وحب الوطن، رغم أنه حرم من التعليم بسبب ظروفهم وأذكر أن والده رحمه الله كان يجلس بمدخل القرية وفوق سطح منزله في انتظار عودة ابنه الشهيد من الحرب وفي كل مرة كان يبكي حزنا على رحيل سنده الذي كان يعاونه في الإنفاق على أشقائه التسعة.
وقالت صباح شقيقة الشهيد محمد كان غاليا علينا وكان عندنا أمل أن البطل سيرجع لينا تاني وزوجته أحلام أحمد حسين أصيبت بحالة حزن ولم تقدر على بعاده بعدما فقدت الأمل في عودته وأنه أصبح ذكري لحقت به رغم أنها كانت تتمني رؤية زوجها والاطمئنان عليه قبل وفاتها. 
ويقول عبد السلام أحمد حسين شقيق زوجة الشهيد: شقيقتي ظلت تنزف دما على رحيل زوجها والغريب أنها رفضت الزواج من بعده لتربية نجليه وكانت تردد “يكفي أن أكون أرملة شهيد”، وأضاف أن الشهيد دائما كان يردد مقولة الرئيس الراحل “ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة” كما أذكر أنه عند وداعه للأسرة قبل يدي والده وهو يبكي وأوصاه خيرا بزوجته ونجليه وكأنه كان يعلم أنه لن يعود مرة أخرى كما أنه كان يتمني أن يكون من الشهداء، فقد اشترك في حرب اليمن ثم حرب أكتوبر التي نال فيها الشهادة والشهيد كان غاوي يشيل مشط الشعر في جيبه رغم قصر شعره كما كان يقدم المشط هدية لأصحابه ويحب الشياكة في اللبس، وبالعثور على رفات الشهيد وبجواره المشط الخاص به تأكدت أنه هو وليس شهيد المنصورة، وعندها بكيت. 
أما الحاج على أحمد حسن شقيق الشهيد فقال محمد أخويا كان كبيرنا ونور عنينا وكان بيحبنا ولما جه من حرب اليمن حصل على مكافأة كبيرة اشتري بها نصف فدان وكتبه باسم أبيه وقال له أنا آخد مثل أخواتي ولم نشعر نحن الاشقاء بأي اختلاف وكان دائما يجمعنا الحب ولما كنا بنسمع ونشوف الشهداء في حرب 73 كل يوم قمنا ببناء مقبرة له ورفضنا دفن أي حد من الأسرة فيها وكأنها في انتظاره هو، صدقونا لم نفقد الأمل أبدا في العثور على الشهيد حيا أو ميتا، والشهيد تجددت ذكراه العطرة أمامنا الآن بعد العثور عليه بعد 41 عاما كما أننا نتمني إطلاق اسمه على إحدي مدارس القرية. 
ووجهت أسرة شهيد الشرقية رسالة إلى أسرة شهيد السنبلاوين بالدقهلية لتلبية دعوتهم للحضور إليهم في الشرقية لمشاركتهم الفرحة لأن كلا الشهيدين واحد. 
وأكدت أسرة الشهيد تلقيها عدة اتصالات من جهات سيادية، قدمت لهم العزاء وأنهم في انتظار تحقيق مطلبهم لدفن رفات الشهيد بمسقط رأسه في الشرقية وإقامة جنازة عسكرية له.

 

التعليقات مغلقة.