خالد لطفى يفجر القضية “النصر” قرية هزمها الإهمال

42

 

 
2
قرية النصر بالإسماعيلية يعاني أهلها من نقص شديد في الخدمات بسبب تجاهل المسئولين في العامين الأخيرين لمطالبهم لتدبير الحلول اللازمة لها في مجال قطاع الكهرباء والمواصلات وتوافر السلع التموينية خاصة رغيف الخبز المدعم والصحة ومياه الشرب والصرف الصحي والطرق والتعليم وارتفاع المياه الجوفية التي دمرت الأراضي الزراعية والانفلات الأمني وحتى نقف علي المشاكل من جميع جوانبها التقينا شرائح مختلفة من أبنائها وخرجنا بالتحقيق التالي:
ويقول سامي سليمان موظف إنه مطلوب وبشكل عاجل إحلال وتجديد المحول الكهربائي المغذي لقرية النصر نظرا لانقطاع التيار علي المنازل خاصة محول البس واليمانية والكيلو 17 وذلك لزيادة الكثافة السكانية وعدم إصلاح شبكة الكهرباء لأن عمرها الافتراضي انتهي حتى إن الأسلاك الهوائية تتساقط بفعل الرياح في فصل الشتاء والصيف وهذا في حد ذاته يمثل خطرا شديدا علي المواطنين بخلاف تهالك أعمدة الكهرباء المظلمة دائما يجب زرع أخري بدلا منها لإنارة الطرقات المظلمة ومساعدة الأهالي علي قضاء احتياجاتهم ليلا في يسر شديد لأن البعض منهم يخشون الخروج من منازلهم خشية أن يلحق بهم سوء في ظل السرقات التي تحدث بين الحين والآخر.
ويضيف محمد البس أعمال حرة أن المواصلات الداخلية بالقرية قاصرة علي سيارات الربع نقل والتوك توك وهما وسيلتان غير آدميتين بأي حال من الأحوال ويحدث بسببهما مشكلات لا حصر لها خاصة عند انعقاد السوق الأسبوعي يختلط الركاب بالسلع التي يشترونها ولا يحدث هذا المشهد إلا في القرون الوسطي بجانب حالة المضايقات التي تتعرض لها الفتيات والسيدات من الزحام الذي ينتج عنه مشاجرات وخلافات حادة ويجب تنظيم حملات لرجال المرور لضبط المخالفين الذين لا يحملون رخص تسيير وتحرير المحاضر اللازمة لهم ولا بد من عودة تشغيل مرفق النقل الداخلي حتى منتصف الليل لأننا نجد معاناة حقيقية في المساء ونضطر لاستقلال أي مواصلات مخصوصة حتى نعود لمنازلنا التي تقع علي مسافة بعيدة علي طريق بورسعيد الزراعي وهناك من يرفض الدخول لها بحجة أن الطرق غير ممهدة وهذه مشكلة ليست بالهينة.
وتشير سناء قواسمي ربة منزل – إلي أن الأفران البلدية الأربعة بقرية النصر لا يكفي إنتاجها تغطية احتياجات السكان الذين طالبوا بزيادة حصة الدقيق المدعم رحمة بهم من العذاب الذي يتعرضون له يوميا لشراء رغيف الخبز من الإسماعيلية “العاصمة” أو مدينة القنطرة غرب مضطرين لأن كل أسره تحصل علي 10 أرغفة عيش فقط وأما بشأن سوق الأربعاء الأسبوعي الذي يعد الأكبر بين الأسواق الأخرى يشهد فوضي ويباع فيه كل شيء دون رقابة تموينية أو صحية والمشكلة أن الجزء الأكبر منه يقام علي حافة طريق بورسعيد الزراعي وهو يمثل خطورة وينتج عن ذلك حوادث دامية نتيجة الازدحام الشديد ونأمل عودة التنظيم إليه وأن يخضع للرقابة من كل الأجهزة المعنية.
ويؤكد محمود عبدالعزيز سائق أنه توجد وحدتان صحيتان الأولي في الكيلو 17 والثانية بالإصلاح ولابد من تطويرهما وتحويلهما لمركزين طبيين لخدمة أبناء القرية مع توفير الكوادر البشرية لهما من الأطباء المقيمين وأطقم التمريض وتخصيص حصص من الأدوية لمنحها لمحدودي الدخل الذين لا يمتلكون القدرة لشراء العلاج مع تدبير سيارتين للإسعاف للوحدتين الصحيتين لنقل المرضي إذا حدث مكروه لهم لأنه لا توجد هذه الخدمة سوي علي طريق بورسعيد الزراعي ولابد من عودة القوافل الطبية التي ثبت نجاحها في الدخول للمناطق العشوائية والكشف علي سكانها من البسطاء وهو شيء متميز لوزارة الصحة في السنوات الماضية لا ندري سببا وراء توقفها لأنه كان يوجد بها الصفوة من الأطباء المتخصصين الذين يساعدون الأهالي للتعرف علي أمراضهم وإجراء الجراحات للمرضي منهم بالمجان.
ويوضح أحمد عبدالله تاجر أن مشكلة مياه الشرب في قرية النصر تنحصر في وجود شوائب وروائح كريهة حاليا من مصادرها بخلاف عدم وصولها للمناطق المتطرفة بشكل منتظم خاصة في تجمع الشراقوة وهذا يؤدي لمعاناة أهلها الذين يضطرون لشراء جراكن المياه لاستخدامها في أوقات الذروة أو اللجوء للآبار لاستخراج احتياجاتهم منها وهذا يؤثر سلبا علي صحتهم وأما الصرف الصحي خدمته لازالت منعدمة لدينا ونلجأ لاستخدام سيارات الكسح لرفع مياه المجاري من الخزانات الموجودة أمام منازلنا ودائما ما نجدها معطلة في أوقات كثيرة وهذا يدفعنا للاستعانة بمركبات تعمل لحساب أشخاص وهذا يمثل ثمنها عبئا ماديا علي البسطاء من المواطنين وللأسف هذه النوعية من السيارات البعض منها يقوم بإلقاء حمولته داخل ترعة بورسعيد والمصارف المغطاة وهذا في حد ذاته كارثة بيئية.
وقال حمزة إبراهيم عامل إنه لابد من إنشاء كوبري علوي أعلي ترعة بورسعيد يوفر الحماية للمواطنين من أبناء قرية النصر الذين يتعرضون للحوادث الدامية خاصة الأطفال الصغار عند عبورهم الطريق الدولي ويجب مراقبة كل من يقومون بإلقاء القمامة علي حافة ترعة بورسعيد بعد أن أصبح هذا الأمر شيئا مزعجا وظاهرة سيئة للغاية لأن هناك من لا يهمه صحة الآخرين عندما يترك الحيوانات النافقة بالقرب من المياه العذبة أو يضعها بداخلها وهذا شئ عادي للغاية نشاهده يوميا.
ويطالب عمرو محمود محاسب القائمين علي القطاع التعليمي بالمحافظة إنشاء مدرسة للثانوي لخدمة أبناء قرية النصر وهناك من فاعلي الخير مستعدين للتبرع بقطعة أرض لكي تضاف للمدارس الـ9 ما بين مراحل التعليم الابتدائي والإعدادي وأما بخصوص النقص العددي في المدرسين حدث ولا حرج هناك بالفعل معاناة شديدة حيث لا تجد بعض المدارس الابتدائية والإعدادية معلمين لكثير من التخصصات وبالتحديد في اللغة العربية والإنجليزية والرياضيات ويوجد شكوى أخري يجب أن نلفت النظر إليها أن التلاميذ في مدرسة الفيروز لا تصل إليهم مياه الشرب العادية ويستخدمون مياه الشرب الناتجة عن الآبار وهذا بالطبع يؤثر علي صحتهم هذه المشكلة يجب الوقوف عليها وحلها فورا.
ويري محمد عبدالمعبود ميكانيكي أن الانفلات الأمني الذي يحدث بقرية النصر تخطي الحدود والأعراف وأصبحت هناك عصابات منظمه تتجمع ليلا وتخرج لقطع الطريق لتثبيت السيارات وآخرون يقومون بيع المواد المخدرة للوافدين من القاهرة ومختلف المحافظات وهؤلاء لا بد من ملاحقتهم واتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم حتى نقضي علي هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد أمن وسلامة المواطنين مع وضع كمين ثابت في مدخل القرية والأماكن المتطرفة بها وتحديد العناصر الإجرامية وللأسف غالبيتهم من الشباب صغار السن المغرر بهم.
ويناشد مصطفي البقري مزارع – المسئولين عن القطاع الزراعي حل مشكلة ارتفاع المياه الجوفية في البعض من حدائق المانجو والموالح والأراضي الزراعية بسبب الإهمال في إحلال وتجديد مصرف شمال الإسماعيلية ورقابة بيع الأسمدة والمبيدات حيث يقوم بعض الأشخاص معدومي الضمير بطرحها للبيع في السوق السوداء وبلا شك هذا يؤثر علي المزارع البسيط ويدفعه لهجرة مهنته نظرا لتعثره المالي وتراكم الديون علية بكثرة في الآونة الأخيرة.
ومن جانبه، أكد اللواء محمد درهوس السكرتير العام المساعد لمحافظة الإسماعيلية أنه لا توجد مشكلة في مياه الشرب وهي تصل نقية للمنازل لأنها تضخ من محطة عمومية بجانب وجود محطة نقالي تعمل بانتظام وتخضع للكشف الدوري علي منتجها اليومي وبشأن منطقة الشراقوة سوف نعمل علي علاج نقص المياه التي تصل إليها قريبا.
وقال إنه تم إدراج قرية النصر في الخطة العامة للخدمات بخصوص مشروع الصرف الصحي ونتيجة الأحداث السياسية الراهنة توقفت عملية التنفيذ نظرا لنقص الاعتمادات المالية ونأمل بعد عودة الحياة لطبيعتها في ظل حكومة الدكتور حازم الببلاوي القضاء علي المشكلات الحيوية المهمة والتي يحتاج لها الفرد حتى يعيش حياة كريمة خالية من الأمراض والأوبئة.
وأضاف أن اللواء أحمد القصاص محافظ الإسماعيلية طالب رؤساء الوحدات المحلية إعداد تقرير أسبوعي للعرض عليه بخصوص المشكلات العاجلة التي يعاني منها المواطنون للعمل علي حلها وذلك في آخر اجتماع للمجلس التنفيذي ومحاربه ظاهرة التعدي علي أملاك الدولة والأراضي الزراعية والاهتمام بالمنظومة الصحية والارتقاء بخدماتها.
وأشار السكرتير العام المساعد لمحافظة الإسماعيلية إلي أنه لا توجد أزمة حقيقية في توفير حصص الدقيق المدعم للأفران البلدية الموجودة بالقرية والمشكلة تكمن في ضرورة أن يحصل كل فرد علي الكمية التي يحتاجها من الخبز دون الإسراف فيها ونحن نرسل 6 آلاف رغيف عيش مدعم يومي لتغطية الاحتياجات اللازمة للمواطنين في هذا.
وأوضح أن سوق الأربعاء الأسبوعي لا يباع به سوي الخضار والفاكهة والمواشي والأغنام والقليل من السلع الغذائية ويخضع للرقابة التموينية ومشكله الزحام داخله ترجع لكثرة رواده ونعلم جيدا أن هناك أزمة مرورية بخصوصه تقع علي طريق بورسعيد الزراعي ونحاول بالتنسيق مع رجال المرور حلها.
وتابع أن مشكلات المواصلات والكهرباء والتعليم والزراعة بقرية النصر نسعى جاهدين لإيجاد الحلول لها وفق المتاح لدينا من اعتمادات مالية والتنسيق مع الأجهزة المعنية والمطلوب العمل والاهتمام بالإنتاج لأننا في مرحلة مهمة تحتاج تضافر الجميع للحفاظ علي الوطن وأن تسير الحياة في شكلها الطبيعي.

التعليقات مغلقة.