مفاجأة مدوية… اوباما يطلب رسميا من البنتاغون للتدخل عسكريا في مصر والبنتاجون يرفض التدخل

57

article41376824072a2547e42a85de3241078204cdae900e32013-08-18_125339

في آخر تقدير موقف وضعه البنتاجون الأمريكي أمام باراك أوباما أوضح محللو البنتاجون أن ما يحاول الرئيس الأميركي الذهاب إليه بأي ثمن قبل نهاية الصيف وهو – إنتحار عسكري – لن يغير المعطيات على الأرض فيما يخص منطقة الشرق الأوسط وقد يؤدي لمزيد من الضرر بالنسبة للمصالح الأمريكية ومناطق أخرى من العالم وقد جاء ذلك بناء على طلب رئاسي بإعداد تقدير موقف حول سيناريوهات التدخل العسكري على الأرض وفقا لمعطيات جديدة تعمل عليها الإدارة الأميركية وتجعل من التدخل العسكري الأميركي على الأرض عملا مقبولا دوليا ومتوافقا مع ميثاق الأمم المتحدة وبدعم منها كذلك

وطبقا لتوجه إدارة أوباما فإن الرئيس الأمريكي وإدارته في محاولة لإنقاذ إستثماراتهم في التيار الإسلامي في منطقة الشرق الأوسط تباحثوا كثيرا مع قيادات من الإخوان المسلمين قبل أن يتوصلوا إلى أن الإخوان المسلمين قد يكونون سببا في نجاح المشروع الأمريكي في الشرق الأوسط حتى بعد فشلهم في الحفاظ على مقاليد الحكم في يدهم لكن ذلك يستدعي التدخل المباشر على الأرض

وفي مجمل التصور الأمريكي الذي تم إبلاغ الإخوان به للعمل وفقا له فإنه يجب على الإخوان ومؤيديهم من التيار السلفي أن يتحركوا على ثلاثة محاور كالآتي:

الأول :هو توسيع نطاق الإعتصام داخل القاهرة وجعله أكثر تحصينا وأكثر كلفة بشرية لفضة مما يتيح للإدارة الأمريكية إلقاء اللوم على الإدارة المصرية عند سقوط ضحايا مع إيصال صورة واضحة مختلفة تماما عما يحاولون إرساله الآن بإعتبارهم الأغلبية التى إنقلب الجيش عليها وتتمحور هذه الصورة حول تعرضهم لموجة كراهية شديدة من الشعب المصري قد تتسبب في عملية إبادة شعبية مدعومة من الجيش وأجهزة الدولة وهو ما يتطلب تدخلا سريعا للحول دون عمليات تصفيات دموية .

الثاني : هو الضغط بشدة على الجزء الجنوبي من مصر عبر القيام بعمليات ضد المسيحيين هناك تستهدف منازلهم ودور العبادة وبصورة واسعة في أماكن متعددة على أن يكون واضحا أن من يقوم بذلك ليس المنتمين للإخوان المسلمين المحاصرين في القاهرة ولكن التيار السلفي المتشدد وهو ما يستدعي أيضا التحرك لحماية الأقليات الدينية في مصر في ظل تراجع دور الدولة حتى وإن لم يطلب المسيحيون ذلك .

الثالث : هو توسيع نطاق العمليات في سيناء وممارسة عمليات – تحرش عسكري – على الحدود الإسرائيلية مع القيام بكثير من عمليات إستعراض القوة التى يجب أن تنتهي بالوصول إلى ذروتها مع القيام بأي شئ من شأنه تهديد سلامة الملاحة في قناة السويس مع التعرض في نفس الوقت لقوات حفظ السلام بسيناء والتى ستطالب بتعزيزها بناء على ذلك .

ووفقا للسيناريو الموضوع فإن الثلاثة محاور المذكورة إذا ما تم تنفيذها بإحترافية ونالت ما يكفي من التغطية الإعلامية فإن (المسألة المصرية ) ستجد طريقها إلى الأمم المتحدة بمنتهي السرعة ويمكن في تلك الحالة تدبير العديد من الأحداث ذات البعد الإعلامي الذي يمكن طبقا له إستصدار مجموعة من القرارات بعقوبات تجاه الدولة المصرية تنتهي بتدخل عسكري على الأرض طبقا لخيار من إثنين

الأول هو التدخل كطرف وسيط بين تيار الإسلام السياسي والدولة ،ويطرح فيه دور الوسيط الضامن في صورة مكررة لدور الوسيط الذي لعبته الولايات المتحدة بين مصر وإسرائيل وهو ما يستتبع وجود آليات للضمان على الأرض وهو ما يعني قوات مراقبة تحت علم الأمم المتحدة .

وتكمن أهم نقاط نجاح ذلك في وجود إستعداد لدي الحكومة المصرية أو أطراف داخلها في منح الولايات المتحدة فرصة لعب ذلك الدور وتمريره شعبيا ولو بشئ من الصعوبة والثاني هو التحرك ضمن فرضية فشل الموالين للإدارة الأمريكية داخل الحكومة المصرية في إعطاء فرصة لنجاح التصور الأول وهنا فإنه سيتم التركيز على ما يحدث على الأراضي المصرية من كافة الجوانب مع شيوع حالة الفوضي فيما يخص حماية الأقليات الدينية وحماية أتباع التيار الإسلامي والسيطرة على العنف في سيناء وعلى ضفاف القناة وفي تلك الحالة فإنه سيكون متاحا ووفقا لموافقة وإرادة دولية التدخل على الأرض في مصر .

وبشئ من التعجل الذي عززته نجاحات الإخوان المسلمين في حشد مظاهراتهم أمام البيت الأبيض وتحقيق نجاحات إعلامية داخل الولايات المتحدة أمر الرئيس الأمريكي البنتاجون بوضع تصور لشكل التدخل العسكري في مصر وفقا للسيناريوهات المفترضة ليأتيه تقدير الموقف من البنتاجون بعد أقل من أسبوع صادما في تقديره للموقف من ناحية لكن الأكثر صدمة هو أن التقرير – تم تسريبه – بصورة تراها إدارة أوباما متعمدة لإعلاميين وأعضاء في الكونجرس الأمريكي وهو ما تراه إدارة أوباما شكلا من أشكال ضغط البنتاجون على الرئيس الأمريكي لإثنائه عن فعل أي شئ عسكري تجاه تلك الأزمة في الوقت الذي يصرح كثير من العسكريين الأمريكيين بأن (أوباما ) قد أصبح جزءا من الأزمة وليس وسيطا مؤهلا لحلها أو التعامل معها.

تقرير البنتاجون الذي تسلمه أوباما تحدث عن معطيات محددة وبصورة شديدة الواقعية فتحدث عن متوسط السن للمصريين خاصة بين الذكور وحدد عدد القادرين على حمل السلاح داخل مصر بعشرة ملايين من الذكور سبق لأكثر من ستة ملايين منهم التدرب عليه ضمن نطاق الخدمة العسكرية الإجبارية في الجيش المصري ثم تطرق لأنواع السلاح التى يمكن للمصريين الحصول عليها خارج نطاق القانون فأوضح أنه في مصر لم يعد هناك إحتكار للسلاح خاصة بعد تسرب أسلحة الجيش الليبي إلى الأراضي المصرية وأن هناك الكثير من المصريين بمقدورهم الحصول على السلاح سواء بشرائه أو بالحصول على أنوع منه مصنعة محليا لن تكون مواءمة لإستخدامات الأفراد في مواجهة القوات النظامية لكنها ستوقع الكثير من الخسائر ،وإستطرد التقرير بعد ذلك إلى إمكانية حصول قطاعات واسعة من المواطنين على السلاح (بجهد ذاتي ) وعامي من الأجهزة الأمنية المصرية حيث تم شكل مشابه لذلك في عهد ناصر ويمكن أن يحدث بصورة مختلفة حاليا.

وأوضح التقرير أنه إذا كان التحرك الأمريكي على الأرض سيتم تحت شعار حماية الأقليات والمضطهدين ومن بينهم تيار الإسلام السياسي فإن ذلك قد يكون مستفزا للغاية لقطاعات عنيفة من الشعب المصري حافظت على صمتها حتى اللحظة لكن قد تخسر الإدارة الأمريكية حلفاءها من الإسلاميين على الأرض ضمن موجة تصفية جسدية عنيفة للغاية لا يمكن أن يتدخل فيها أحد سواء من القوات المصرية الأمنية أو حتى من القوات التى ستعمل تحت علم الأمم المتحدة

وأضاف التقرير أنه إذا ما أخرجنا الجيش المصري من المعادلة فإن الأمر لن يتغير كثيرا موضحا أن الجيش المصري تدرب كثيرا خلال العام الماضي على تكنيكات حرب العصابات وحروب المدن والعمل ضمن ظروف لا تضمن القدرة على التواصل مع القيادات عبر الوسائل المألوفة وتمت خلال الفترة القليلة الماضية زيادة أعداد القوات الخاصة بأنواعها وهو ما يعني أننا لو قررنا توجيه ضربات مؤلمة لنظم القيادة والسيطرة فإن ذلك لن يعني أننا سنستطيع الحفاظ على قواتنا على الأرض .

وفي حالة إخراج الجيش المصري من المعادلة فإننا سنكون في مواجهة (أكثر التيارات اليسارية تشددا ونموا خلال العقود الماضية ) وتلك التيارات لم تعبر عن نفسها حتى اللحظة سوى في بعض المصادمات لكنها ستستقطب الكثير من الفئات العمرية الشابة وستمثل تهديدا لوجود قواتنا في كل لحظة وتلك التيارت ستجد أن حالة الصراع الحاد على الأرض هي الأنسب لها لفرض كلمتها في مواجهة النفوذ الأمريكي من ناحية وفي مواجهة التيار الدينى على تنويعاته من ناحية أخرى وسيدعمها كثير من المصريين لوجستيا متأثرين بخطاب مفاده أن التيار الدينى تسبب في إحتلال الدولة وهو ما يعمق الكراهية من ناحية ويزيد من شعبية تلك التيارات من ناحية أخرى

وأوضح التقرير أنه سيكون بمقدور المصريين دون الإعتماد على الجيش أن يمارسوا الحرب ضد وجود أي قوات عسكرية نظامية هناك على مدار الساعة ولفترة غير محدودة وأنه لن يكون هناك مكان يمكن التعامل معه بإعتباره (منطقة خضراء ) فحتى شبه جزيرة سيناء ستشهد تطاحنا من العديد من الأطراف وسيكون علينا منع أعداد غفيرة من المصريين المتحمسين من العبور إلى سيناء بينما سيكون علينا أن نتحمل عمليات ضد قواتنا في كل مكان ولن يكون بمقدور قواتنا أن تعتمد بأي شكل من الأشكال على تأييد دولي لفترة طويلة خاصة إذا ما تمكن بعض المتحمسين من تعطيل الملاحة في القناة وهو ما لا يمكن الحول دون حدوثه في حالة الإصرار عليه

وأنهي التقرير تقديره للموقف بأن التورط في مصر عسكريا سيجعل من حرب فيتنام نزهة عسكرية مقارنة بما سينتظر القوات التى يمكن الدفع بها إلى الميدان فعلي الأرض في فيتنام كان هناك من يحارب إلى جانبنا لكن في مصر فإن الأمر سيختلف كثيرا وتيار الإسلام السياسي ليس بالقوة التى يبدو عليها من حيث العدد والقدرة على الحركة والشعبية لذلك فإننا سنكون بمفردنا على الأرض في مواجهة قدرة هائلة على إستدعاء ملايين ممن يريدون مواجهة الجنود الأمريكيين على الأرض وهو ما سينتهي في النهاية بخروجنا من هناك بشكل أو بآخر وفي تلك الحالة فإننا لا نتوقع أن يكون من يحكم مصر بعد ذلك نظام مدني بأي صورة من الصور كما لن يكون نظاما صديقا وسيعمل بكل قوته على تقويض ليس نفوذنا فقط في المنطقة ولكن وجودنا ذاته وقد يكون ذلك بتهديد إمدادات النفط وحركة المرور في القناة أو بإستهداف قطعنا البحرية المنتشرة في المتوسط والذي سيصبح (بحيرة معادية) كما أن قدرتنا على التحرك الآمن في المضايق المائية ستكون مهددة طوال الوقت

ويبدو أن تقرير البنتاجون الذي ترى إدارة أوباما أن تم تسريبه عمدا أحبط الكثير من آمال الإدارة الأمريكية التى حركت بالفعل الإسلاميين على الأرض في مصر نحو تنفيذ ما وجدته ملائما لمنحها الفرصة على التدخل بينما عبرت وزارة الخارجية الأمريكية لأوباما عن خشيتها من تواري دور المعتدلين داخل الحكومة المصرية الحالية لصالح الصقور معززين بضغط شعبي متزايد
ويبدو أن ما تبقى من ولاية أوباما الثانية لن تكون سعيدة على الإطلاق فبصرف النظر عن فشل المشروع الأمريكي في عهده فإن سقوط التيار الإسلامي في مصر سيفتح الباب لسقوط نفس التيار في مناطق مختلفة من المنطقة وسيدفع بشدة تجاه حالة من العداء والشك تجاه أمريكا التى لم تعد تملك الكثير من البريق الذي يغطي نواياها ولم تعد قادرة على الظهور بمظهر الصديق على الأقل بالنسبة لشعوب المنطقة التى يبدو أنها ستكون صاحبة الكلمة الأخيرة فيما يخص النفوذ الأمريكي في المنطقة.

التعليقات مغلقة.