الاختيار و “الورد اللى فتح فى “جناين مصر “… ومحطات في “حياة أسد سيناء” “

28

الكاتب محمد ابراهيم يرصد ملامح بطولة اسد سيناء     

“الاختيار ”  : منسي الأسطورة.. محطات في حياة أسد سيناء..

كان رعبا لـ العناصر التكفيرية.. واستشهد في ملحمة البرث

الشهيد البطل العقيد أركان حرب أحمد صابر منسي، وُلد في مدينة منيا القمح بمحافظة الشرقية عام 1978 والتحق بالكلية الحربية وتخرج ضمن الدفعة 92 حربية، ثم عمل ضابطًا بوحدات الصاعقة، كما خدم الشهيد لفترة طويلة في الوحدة 999 قتال وهي وحدة العمليات الخاصة للصاعقة المصرية التابعة للقوات المسلحة.
حصل الشهيد على ماجستير العلوم العسكرية “دورة أركان حرب” من كلية القادة والأركان وتولى الشهيد قيادة الكتيبة “103” صاعقة خلفًا للشهيد العقيد رامي حسنين الذي استشهد في شهر أكتوبر عام 2016، والشهيد كان مشهودًا له بالكفاءة والانضباط العسكري وحسن الخلق من الجميع وهو متزوج وأب لثلاثة أطفال
التحق المنسي بأول دورة للقوات الخاصة المعروفة باسم الـ “SEAL” عام 2001، ثم سافر للحصول على نفس الدورة من الولايات المتحدة الأمريكية عام 2006.
كيف استشهد العقيد أحمد منسي
استشهد البطل العقدي أحمد منسي نتيجة إصابته بطلقة رصاصة، حيث كان “منسي” فوق سطح المبنى الذي تمت محاصرته، وكان الشهيد “منسي” في تلك اللحظات يطلق النيران على العناصر الإرهابية من فوق سطح المبنى للدفاع عن التمركز الخاص به وللدفاع عن باقي زملائه من ضباط وجنود القوات المسلحة.
مواقف منسي الإنسانية
كان الشهيد أحمد المنسي له العديد من المواقف الإنسانية التي لا تُحصى، سواء كان في داخل نطاق عمله، أو مع أصحابه وجيرانه، أو مع أي فرد كان يحتاج لمساعدة، فكان يقدم المساعدة لأي إنسان محتاج، ففي نطاق عمله كان ودودًا للغاية مع ضباطه وجنوده، ويتعامل معهم كالأخ وليس القائد الذي يعطى أوامرهُ، مما ساهم في خلق حالة فريدة داخل كتيبته العسكرية وأصبح الجميع يعمل على قلب رجُل واحد، كما أن الشهيد كان يقوم بزيارة الضباط والجنود في مدنهم وقُراهم ليطمئن على أحوالهم.
أما بالنسبة لمواقفه الإنسانية، فقد حكت زوجته السيدة منار في إحدى الندوات التثقيفية الخاصة بالقوات المسلحة أنه إذا كان يرى سيدة ومعها أطفال، كان يقوم بتوصيلهم إلى باب المنزل الخاص بهم، كما أنه لم يبخل على أحد سواء كان مساعدات مادية أو معيشية أو نفسية، في حالة فريدة نادرا ما توجد في هذا الزمان.
علاقته بأهالي شمال سيناء
كانت علاقة الشهيد العقيد أحمد منسي بأهالي شمال سيناء، ذات طبيعة خاصة، حيثُ كان يلتقى أهالى وعواقل القرى والمناطق في مدن العريش والشيخ زويد ورفح، ويتعامل معهم باحترام وتقدير، كما كان يبحث مطالبهم ويرسلها للقيادة للعمل على حلها، كما أن الشهيد كان محبوبا من العرب والبدو في سيناء وكانت له علاقات قوية وتعتمد على الثقة المتبادلة بينه وبين شيوخ القبائل.
كما أن للشهيد منسي العديد من المواقف مع أطفال سيناء، حيث كان يقوم بزيارتهم في مدارسهم، ويلقي عليهم بعض الحكايات الوطنية عن سيناء والجيش المصري في أوقات راحته، كذلك كان يقوم بشراء الهدايا لهم، مما جعله يخلق حالة فريدة بين الأطفال والطلبة، ونجح في توضيح الكثير من الأمور التي كانت غائبة عنهم.
الأهمية الإستراتيجية لمنطقة «البرث»
تعتبر منطقة البرث إحدى المناطق الاستراتيجية الواقعة في مدينة رفح، وطبيعة مهامها تتركز على قطع الدعم اللوجستى عن العناصر الإرهابية والتكفيرية، ويعيش في المنطقة قبائل الترابين والسواركة والرميلات.
ملحمة «البرث» وصمود المنسى وأبطاله
كان الشهيد العقيد أركان حرب أحمد المنسي، يقوم بعملية مكافحة النشاط الإرهابي والتكفيري، والبؤر الإرهابية والتكفيرية، بمدينة رفح والشيخ زويد ، وأثناء تنفيذه إحدى المهمات، في منطقة “البرث”، بمدينة رفح بشمال سيناء، وفي فجر 7 يوليو من عام 2017، اقتحمت “سيارة مفخخة”، تم تدريعها تدريعا عاليا جدا وحاجز أمني، قبل قوة تمركز كتيبة منسي ورفاقه، وذلك بهدف تشتيت قوات الأمن ، وقيام العناصر الإرهابية، بعملية الهجوم على الشهيد أحمد منسي، وأبطال القوات المسلحة المتواجدين معه.
استخدمت العناصر الإرهابية فى هجوم “البرث” سيارات مفخخة، بهدف اختراق الحواجز والتحصينات المحيطة بالتمركزات المستهدفة، وذلك عبر إحداث موجة انفجارية هائلة، تركز على هدم الموقع الذي كان يتمركز فيه الشهيد العقيد أركان حرب أحمد منسي ورفاقه، والهجوم عليه من عدة جهات مدروسة عبر قذائف الهأون والـ”آر بى جي”، فى ظل عجز العناصر الإرهابية عن المواجهة المباشرة مع القوات المتمركزة.
وكانوا حقا خير أجناد الأرض، فقد تعامل أبطال القوات المسلحة، مع السيارة المفخخة، دون خوف، لكن لشدة تدريعها، انفجرت قرب الكمين، وبعدها بلحظات كان هناك عدد من سيارات الدفع الربع، مُحملة بالعشرات من العناصر الإرهابية والتكفيرية، مُحملين بالأسلحة المختلفة، قاموا بتطويق التمركز الأمني بالكامل، والاشتباك مع عناصر القوات المسلحة التي كانت مُتمركزة.
حاول عشرات الإرهابيين محاولة احتلال التمركز الأمني، لكن أبطال القوات المسلحة كان لهم رأي غير ذلك، ودارت معركة شرسة استمرت فترة طويلة، أظهر فيها أبطال الجيش ملحمة بطولية فى هذا اليوم، حيث قاتلوا وردوا على الهجوم الإرهابي بكل قوة وشجاعة وثبات وقد آتت قوات الدعم إلى أبطال الكتيبة 103 صاعقة في منطقة «البرث» في رفح، وأثناء مجيء قوة الدعم، تم قتل عشرات التكفيريين على يد الشهيد العقيد أركان حرب أحمد منسي وأبطاله من ضباط وجنود القوات المسلحة.

التعليقات مغلقة.