اليوم : ذكرى الفوز بأول بطولة أفريقية ” 9 ” يناير 1970 والفوز على الانجلبير ” الرهيب” في ستاد القاهرة وسط 120 ألف متفرج

30

في ذكرى فوز الاسماعيلي ببطولة أفريقيا كأول نادي عربي، هل فعلاً كرة القدم مرتبطة ارتباط وثيق بالمجتمع زي ما قال كرويف وليست منفصلة عنه؟! خلينا نتكلم عن النقطة دي في توضيح دور الاسماعيلي في مقاومة الإحتلال الإسرا*يلي وعن أبعاد الفوز ده و عن قيمته الحقيقية..

بعد فوز الاسماعيلي ببطولة الدوري سنة 1967 حصلت النكسة، ومصر أنكسرت وقتها، وتم تهجير أهالي إسماعيلية من بلدهم، ساعتها قررت القيادة السياسية للبلد أنها تستخدم الكورة كوسيلة مساعدة للجيش المصري بعد النكسة، وكان أيقونة الكورة وقتها هو الاسماعيلي، لكن في مشكلة هنا، لأن لاعيبة الاسماعيلي هاجروا من إسماعيلية بسبب الحرب، وخدوا وقت لحين تجميعهم مرة أخرى وعودة مدربهم طومسون..

تم تجميع الفريق وعمل معسكر شهر لإعدادة مرة أخرى، وبعد 3 شهور بس من النكسة، قررت إدارة النادي مع القيادة السياسية في عمل جولات خارجية للفريق على ثلاث مراحل في 10 دول عربية، وتخصيص الإيرادات لصالح المجهود الحربي، وقدر الفريق من 67 ل 68 يجمع حوالي 65 الف استرليني، وتم التبرع بيهم لصالح الجيش، في عملية عرفت بإعادة تسليح الجيش المصري، 1970 كسب الاسماعيلي دورة الصداقة في تونس على حساب الترجي وراح الايراد بتاعها لتسليح الجيش..

1971 سافر الفريق المانيا للعب 5 مباريات ودية مقابل 1500 مارك الماني، ثم إلي السعودية لخوض لقاءات ضد منتخب مناطق المملكة، والملك فيصل قابل الفريق بنفسه، لأن معروف كويس الغرض من زيارة الفريق إيه، وهنا الفريق قدر يساعد البلد ماديا بشكل كبير، عشان يستحق هتاف جماهيره، نادي الوطنية بالفعل ومش بالكلام..

عشان يجي الفريق يوم 9 يناير 1970 ويفوز على الانجلبير الرهيب في ستاد القاهرة وسط 120 ألف متفرج ويتوج بالاميرة السمراء، الشعب كله كان ملتف حول الاسماعيلي، لأن مكنش مجرد ماتش كورة، كان عبارة عن نقلة معنوية لشعب مكسور وقتها، وقدر الاسماعيلي بفضل الله يكون مروض أفريقيا، وخد وسام الاستحقاق أعلى وسام في الدولة..

عشان كدة كلام كرويف بإن الكورة مرتبطة ارتباط وثيق بالمجتمع وليست منفصلة عنه كلام حقيقي، بل بتعكس هوية المجتمع وبتعبر عنه، وزي ما قال غاليانو هي مراية للعالم، وقدرة مراية الكورة تعكس هوية شعب إسماعيلية في بسالته، معدنه في المقاومة عبروا عنه في مستطيل أخضر بكورة جلد..

الانتقاص من قيمة الإنجاز شئ سخيف جداً نابع من أمور طفولية وكيدية مش اكتر، مكنش مجرد انتصار رياضي وبس، فريق الإسماعيلي مكنش مجرد فريق كورة وقتها، كان له أبعاد أهم وأنبل من كدة بكتير، كان جزء من المقاومة بطريقته الخاصة..

لو الاسماعيلي مات كرويا، وطالت سنين عجافه، يبقى أسمه عايش بالي عمله في الفترة دي بس، عشان هتاف “عمرك ما تمحيني من الوجود، ربي معايا طول ما الإيمان موجود” ميكونش مجرد هتاف والسلام، يبقى الريكورد بإسمه إنه المروض، ويفضل رمز للوطنية بالدعم الي قدمه للبلد ماديا ومعنوياً..

بالمناسبة كابتن علي أبو جريشة خد أفضل لاعب في أفريقيا وقتها سنة 1970 من مجلة jeune Afrique وأقاموا حفل خاص له في فرنسا وحصل على الجائزة، وحصل على المركز الثاني طبقاً لفرانس فوتبول بعد لاعب سانت إتيان المالي سيلف كيتا..

53 سنة مروا على الإنجاز ده، أكتر من نصف قرن ومروض أفريقيا مكتفي بكونه مروض وبس، وطول ما فينا نفس هيفضل الأمل موجود، وبإذن الله بكرة الليالي تعود، بكرة العدل يسود، وولاد الحتة

( منقول)

التعليقات مغلقة.