صالح المسعودى يكتب : “تاجر وطن ” و ” تاجر دين”

32

 

 

 

صالح

 

 

 

مصر الان بين المطرقة والسندان هذا هو اقرب تعريف للواقع المرير الذي تعيشه مصر في تلك الايام العصيبة فللاسف بدأ المتاجرون في هذا الوطن الجريح على جميع الاشكال فالكل يريد ان يسوق تجارته وبضاعته بكل الوسائل وعلى استعداد تام لعمل اي شيء في سبيل رواج تجارته حتى لو وصل الامر (للديليفري ) فللاسف مصر صارت سوق كبير مفتوح للجميع ليس تجارها فحسب بل وجد هذا السوق تجار وهواة تسوق من خارج مصر
ولما لا وكل انواع التجارة مباحة وموجودة او كما يصفونها تجاريا ( سوق حرة )
ولكن للاسف البضاعة هذه المرة تختلف عن البضاعة العادية المتداولة في الاسواق فالبضاعة هذه المرة عزيزة وثمينة ولكن للاسف التجار لا يقدرون قيمتها الحقيقية
فمصر تشهد تجارة من نوع خاص وذلك للاسف للوصول للمكاسب السياسية والبحث عن القيادة في وطن يترنح
وللاسف ان هذا التاجر الباحث بفكره المريض عن هذه المكانة السياسية المرموقة او المكانة القيادية الشهيرة جعلته يتاجر في كل شيء
فإما ( تاجر وطن ) وما اسوءها من تجارة تجعل قيمة الوطن رخيصة وهذه النوعية من التجار وعلى مر العصور كانوا دائما في اسوأ مراتب التاريخ
فهم على استعداد دائما للاستقواء بالخارج لكسر الداخل او لاستكمال حلمهم البغيض بالسيطرة على مقدرات الامور في اوطانهم مستعينين في ذلك بقوة خارجية داعمة لهم وهنا الدعم اختلف عن العصور القديمة
فصار دعما سياسيا او اعلاميا او لوجستيا او ماديا وهذه اكثر انواع الدعم انتشار
وهناك ( تاجر الدين ) الذي يضرب على هذا الوتر الحساس لانه يعلم بطبيعة وتدين الشعب بالطبيعة فيبدأ في تطويع هذا الدين لاغراضه الخاصة للوصول ايضا لهدفه المنشود والبداية بالطبع تبدأ (بدرء المفسدة المقدمة على جلب المنفعة ) لتنتهي بتكفير الخصوم او من يعارض توجهه لدرجة انه ينصب نفسه المتحدث الحصري بإسم الدين وقد يتطور معه الامر ليكون المتحدث باسم الذات الالاهية ( سبحانه وتعالى )
ايها القاريء المحترم مصر لا تحتاج لتاجر وطن لانه وببساطة سوف يكون مطيعا لسيده الذي اوصله لما هو فيه ومصر ايضا لا تحتاج لتاجر دين ليعبد بالدين الطريق لافكاره المريضة
مصر تحتاج المخلصين من ابناء هذا الوطن ( وهم كثر ) فمصر فيها الكثير من الخير من ابنائها فمنهم العلماء والدعاة الانقياء وشبابها الواعي الذي اذهل العالم فلابد ان شاء الله ان تنهض مصر من جديد بدون ( تاجر وطن او تاجر دين )
صالح المسعودي

التعليقات مغلقة.