القاهرة في 24 أبريل/أ ش أ/  (مركز أبحاث ودراسات الشرق الأوسط)

في الوقت الذي يتجه فيه العالم نحو التعاون والتكاتف لمواجهة تداعيات جائحة كورونا، إما من خلال توحيد الجهود للتوصل لمصل أو لقاح ضد الفيروس، وإما لتوثيق أطر ومجالات التعاون عبر مختلف القطاعات والمستويات، تقوم إيران باتخاذ حزمة من الإجراءات التي وصفها مراقبون بـ “الاستفزازية” تزيد من حدة التصعيد والتوتر مع الولايات المتحدة الأمريكية.

يكتسب التصعيد والتوتر الراهن بين واشنطن وطهران، وتحديداً خلال هذه الفترة اهتماماً كبيراً، لأنه يأتي في وقت يشهد فيه الداخل الإيراني ارتباكاً في المشهد السياسي، حيث برز مؤخراً تصعيد بين الرئيس الإيراني حسن روحاني وكل من الحرس الثوري والسلطة القضائية وتيار المحافظين الأصوليين بشكل عام على خلفية تقارير رقابية أثارت شكوكاً لدى المسئولين الإيرانيين، وكذلك على خلفية على خلفية تفاقم تداعيات العقوبات الأمريكية وانتشار فيروس “كورونا”.

وقد تزامنت هذه التصرفات والإجراءات الإيرانية مع الذكرى الأولى لتوقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مرسوم يصنف فيه الحرس الثوري الإيراني “منظمة إرهابية”، ولعل من أبرز الإجراءات الإيرانية التي اتخذتها في الآونة الأخيرة تجاه واشنطن ما يلي:

أولاً: في خطوة تصعيد جديدة، أعلنت إيران بأنها أطلقت مؤخراً أول قمر صناعي عسكري، بعد شهرين من فشل وضع قمر صناعي علمي في المدار في التاسع من فبراير الماضي، وقد أدانت فرنسا والولايات المتحدة إطلاق القمر حينها واتهمتا طهران بالعمل على تعزيز خبرتها في مجال الصواريخ البالستية من طريق إطلاق أقمار صناعية، كما كانت الولايات المتحدة قد وصفت إطلاق طهران صاروخاً بهدف وضع قمر صناعي في المدار في يناير 2019 بأنه “استفزاز” وانتهاك لقرار مجلس الأمن”.

ودعا وزير الخارجية الأمريكي بومبيو إلى ضرورة محاسبة إيران لانتهاكها قرارات مجلس الأمن، وقال: “أعتقد أنه ينبغي محاسبة الإيرانيين على ما فعلوه. إنهم لديهم الآن منظمة عسكرية، تصنفها الولايات المتحدة منظمة إرهابية، تحاول إطلاق قمر صناعي”.

ويعتقد مراقبون أن واشنطن تخشى من أن التكنولوجيا الباليستية طويلة المدى المستخدمة في وضع الأقمار الصناعية في المدار يمكن أن تُستخدم أيضا في إطلاق رؤوس حربية نووية.

لمتابعة تقارير وتحليلات “مركز أبحاث ودراسات أ ش أ” يرجى الاشتراك في النشرة العامة.

/أ ش أ/