د ياسر ايوب يكتب : الاهلى والمصرى مرة اخرى ؟

14

 

 

فى نهائى كأس مصر الليلة فى استاد برج العرب.. يلتقى الأهلى والمصرى فى مباراة ستبقى مجرد لقاء فى كرة القدم وليست أكثر أو أكبر من ذلك.. مباراة كروية ستنتهى حتما بفائز ومهزوم ومن حق الذى سيفوز بها وبالكأس أن تفرح جماهيره ويحتفل أبناؤه مثلما هو حق أيضا لمن يخسر أن تحزن جماهيره وتشعر بوجع ومرارة هزيمتهم الكروية..

لكنها ليست حربا ولا مكان فيها لأى دماء أو عنف ولا يليق بها أن تصبح ساحة لفتح أى جروح قديمة أو إشعال حرائق استعدادا لأى جروح جديدة.. مجرد مباراة لكرة القدم وستبقى كذلك مهما كانت حساسيتها وأهميتها وأيا كانت نتيجتها والذى سيفوز بها سيكسب بطولة جديدة وصفحة أخرى فى كتاب التاريخ والذى سيخسرها لن يخسر مكانة أو احتراما أو شرفا وأخلاقا وحياة..

مجرد مباراة سيلعبها الأهلى أمام المصرى الذى هو فريق لكرة القدم أيضا يضم لاعبين ليس فيهم من هو مسؤول عما جرى منذ خمس سنوات ويقودهم مدير فنى ومساعدوه وهم أيضا لا علاقة لهم بأى دم أو جروح قديمة وتشرف عليهم إدارة رصينة وهادئة لا تلحقها أى اتهامات أو شكوك بأى شكل ومن أى نوع.. هى أيضا مجرد مباراة لكرة القدم سيلعبها المصرى أمام الأهلى الذى لا يلعب إلا الكرة وليس مسؤولا عن أى هموم وإحباطات وأزمات اقتصادية واجتماعية تعيشها بورسعيد مثلما تعيشها أى مدينة أخرى فى مصر.. وبالتالى هى مباراة ليست صالحة لأن تصبح دعوة للانتقام من القاهرة كما يدعو لذلك بعض المتشددين من مشجعى المصرى.. وليست صالحة أيضا لأن تصبح فرصة للثأر من بورسعيد كما يتصور ذلك بعض المتشددين من مشجعى الأهلى.. فبورسعيد لم تقتل أى أحد فى الماضى، وتبقى هى وأهلها بعيدا عن أى خلافات وحساسيات كروية، مدينة لها تاريخها ومكانتها وعطاء أهلها وتضحياتهم..

وقد كتبت هنا من يومين ردا على من يريدون إثارة الفتنة على الجانبين وأعيد الكتابة مرة أخرى مؤكدا أن القضية الجنائية انتهت بأحكام قضاء، والأهلى لن يلعب اليوم مع فريق من المجرمين والقتلة إنما سيلعب كرة القدم مع النادى المصرى الذى هو الآخر له تاريخه ومكانته.. وقد كان الأهلى هو الذى احتفل بتأسيس المصرى وهو الذى سافر إلى بورسعيد لافتتاح ملعب المصرى هناك.. مثلما كان المصرى أيضا هو أحد الأندية القليلة التى انضمت للأهلى وتحالفت معه وهو يخوض حربه الطويلة لتأسيس الاتحاد المصرى لكرة القدم.. وأتمنى أن تنتهى مباراة اليوم دون أى جروح لأى أحد أيا كان انتماؤه وكانت أمنياته.. فهى أولا وأخيرا مباراة لكرة القدم وليست حربا مهما حاول البعض ذلك هنا وهناك.

 

التعليقات مغلقة.