أحمد فكرى زلط يكتب : معركة الوعي السياسي بين التحديات والفرص
يرتبط الوعي السياسي دائمًا بالمعرفة التي يكتسبها الأفراد حول القضايا والظواهر السياسية المختلفة. فكلما زادت هذه المعرفة، ازدادت قدرتهم على فهم القضايا السياسية بشكل أعمق، والعكس صحيح. ويشمل مستوى الفهم والاهتمام بالشؤون السياسية بين الأفراد أو المجتمعات إدراك حقوقهم وواجباتهم السياسية، بالإضافة إلى القضايا السياسية المحلية والدولية المحيطة بهم.
يُقاس تقدم المجتمعات سياسيًا بمستوى وعيها السياسي، الذي يُعدّ عاملًا أساسيًا في تطوير التجربة الديمقراطية وإثراء الحراك السياسي. فلا يمكن تحقيق مشاركة سياسية فعّالة في أي عملية انتخابية دون وجود وعي سياسي يدفع الأفراد للتصويت أو الترشح. وينطبق الأمر ذاته على الأحزاب السياسية، التي لا يمكن أن يكون لها دور قوي ومؤثر دون أن يتمتع أعضاؤها بوعي سياسي ناضج.
هناك عوامل عديدة تؤثر في درجة الوعي السياسي، ويأتي التعليم على رأس هذه العوامل، حيث يُعدّ التعليم أحد أهم الوسائل لتعزيز فهم المواطنين لحقوقهم وواجباتهم السياسية. كما يلعب الإعلام دورًا حيويًا في تشكيل الوعي السياسي لدى المواطنين. ويتكون هذا الوعي عبر مراحل زمنية تبدأ منذ الصغر وتستمر مع تقدم العمر، متأثرًا بمجموعة من الظروف والعوامل، مثل طبيعة التجربة السياسية التي تمر بها الدولة.
تُعد قضية الوعي وخلخلة ثوابت الهوية الوطنية المصرية من أبرز مهددات الأمن القومي المصري، خاصة منذ انطلاق ما يُعرف بـ”الربيع العربي”، حيث واجهنا محاولات كبيرة لتزييف الوعي العربي والمصري من خلال التشويش والتأثير والتحكم في وعي الشعوب بما يخالف توجهات وأهداف الدولة الوطنية.
من هنا تبرز أهمية الوعي الوطني كدعامة رئيسية لتماسك الجبهة الداخلية ضد أي تهديدات خارجية. وقد أطلقت الدولة المصرية، بتوجيهات القيادة السياسية وعلى رأسها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، عدة مبادرات لإثراء المشهد السياسي وزيادة الوعي الوطني. كما تم توظيف أدوات القوى الناعمة وضخ دماء شبابية في هذه العملية، بهدف بناء الإنسان وصناعة المستقبل بأيدي الشباب. وتسعى الدولة إلى تقديم نماذج قادرة على التعرف على الحقوق والواجبات السياسية، وتقييم السياسات الحكومية، والمشاركة بفعالية في العملية السياسية. فرفع مستوى الوعي الوطني يعني رفع مستوى الوعي السياسي، والقدرة على استيعاب الأوضاع السياسية الحالية والمستقبلية.
الفترة المقبلة تتطلب تضافر جهود كبيرة داخل الدولة لرفع مستوى الوعي الوطني ليكون قادرًا على مواجهة التحديات والأخطار التي قد تهدد الوطن. وهذه المسؤولية ليست حكرًا على جهة واحدة، بل هي مسؤولية وطنية تشمل المجتمع بأكمله، سواءً كانوا مؤسسات أو أفرادًا.
وما زالت معركة الوعي مستمرة، وسيظل شباب مصر خلف القيادة السياسية لبناء وعي سياسي نموذجي يعزز الهوية الوطنية، ويرسخ مكونات الشخصية المصرية. من خلال “التعبئة الثقافية” لمؤسسات وأدوات الثقافة السياسية، بما يشمل الأسرة، والمؤسسات المجتمعية والدينية والتعليمية، والأحزاب السياسية، وأدوات التواصل الجماهيري.
ستظل مصر بشعبها وجيشها على قلب رجل واحد.
أحمد_محمد_فكري_زلط
حزب_الجبهة_الوطنية
أمانة_إدارة_الازمات_المركزية
التعليقات مغلقة.